author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم
الموسيقى.. البعد الرابع!
رأَى (شُوبنهاور) أنَّ المُوسيقى، الفنُّ الوَحيدُ القادِرُ على كشْفِ لِثامِ الحَقِيقةِ، فيمَا يَخُصُّ جوْهرَ الوُجودِ في ذاتِهِ، فالمُوسِيقى لا شَكلَ لهَا، بِمعْنى أنَّها غيرُ مُتمثِّلةٍ، وهيَ بِهَذا لهَا صِفةُ الوُصولِ المُباشِرِ إلى الإرادةِ، مُتجاوِزةً الفِكرَ، وهوَ يَرى أنَّ «تَقديرَ الفنِّ والجَمالِ، وبِخاصَّةٍ المُوسِيقى، يَمنحُ الحُرِّيةَ مِن...
أوغاد.. ولكن سعداء!
كلِمةُ «أوْغَادٍ» جَمعُ «وَغْدٍ»، وتُشيرُ إِلى صِفاتٍ ذمِيمَةٍ دنِيئَةٍ خسِيسَةٍ، يتَّصِفُ بِهَا كثيرٌ مِن الَّذينَ يستَخدِمُونَ وسائِلَ أخلاقِيَّةً وضِيعَةً، مِنهَا التَّمَلُّقُ والكذِبُ والخِدَاعُ والابتِزَازُ والأنانِيَّةُ المُفرِطَةُ، في سَبِيلِ تَحصِيلِ مَكاسِبَ شَخصيَّةٍ دُونَ مُراعاةِ مصَالِحِ الآخَرينَ، وهُمْ في الوقْتِ ذاتِهِ، يُبدُونَ قُدرَةً نَفسيَّةً كبيرةً على التَّعايُشِ معَ...
طيِّبون.. لكن مغبونون
- تَعلَّمْنا في الصِّغرِ أنْ نفعلَ «الصَّوابِ» كيْ نُكافأَ «بِالخيرِ» ونجتَهدَ كيْ نَجِدَّ، ونتفوَّقَ كيْ نَنالَ أفضَلَ الدّرَجاتِ الوظيفيَّةِ والمَقامَاتِ الاجتماعيَّةِ، وقدْ يَكونُ هَذا صَحِيحًا.. لكنَّ الواقعَ المَعِيشَ يَحكِي قِصصًا مُغايِرَةً ومَبادئَ مُختلِفةً.. فَغالبًا ما يَنتصرُ الأوغادُ فِي هذهِ الدُّنيا ويَسُودُونَ، وغَالِبًا ما يُعاني الطيِّبونَ ويخسَرُون،...
شيطان الكتابة
الكِتابَةُ الإبداعِيَّةُ، ثَمرَةُ العُزلَةِ وَالتَّأَمُّلِ وَالتِّلقائِيَّةِ.. ولَيسَتْ طَوعَ الرَّغبةِ والإرادَةِ وَالتَّعلُّمِ بالضَّرورَةِ، إنَّها حالَةٌ أَقرَبُ إلى الثُّمالَةِ والهَوَسِ وفَيَضانِ المَنبَعِ بانسِيابِيَّةٍ، مِن غيرِ إصرارٍ أَو تَكلُّفٍ. يقولُ الكاتِبُ (جُورج أورويل): «تأليفُ كِتابٍ يُعَدُّ مُعاناةً رَهيبَةً ومُرهِقَةً.. وعلَى المَرءِ أَلَّا يُحاولَ ذلِكَ إلَّا إذَا كانَ مَدفوعًا بِشَيطانٍ...
اليأس من الحقيقة!
- العقلُ البشريُّ لا ينشدُ الحقَّ والحقيقةَ بالضَّرورةِ، بلْ يميلُ بِطبيعتِهِ إلى تصديقِ ما يَشتهِي ويرغَبُ، والاقتناعِ بمَا تقتَضيهِ مَصلحتُه ويُفيدُه في مُنازعتِهِ ضدَّ الآخَرِينَ. إنَّ الحقَّ والحقيقةَ للإنسانِ، مُجرَّدُ وجهةِ نظرٍ شخصيَّةٍ، مُستنِدةٍ في مُعظمِ الأحيانِ على مَصلحتِهِ الشَّخصيَّةِ، أمَّا المَصلحةُ العامَّةُ لديهِ، فتأتِي عرَضًا!.-...
حلاوة الرحمة واللطف
معَ تَطَوُّرِ المُجْتَمعَاتِ الحَضارِيَّةِ المدَنِيَّةِ، كانَ تَكْرِيسُ مفْهُومِ العَقْدِ الاجْتِماعِيِّ، وضَبطُ السُّلُوكِيَّاتِ البَشرِيَّةِ، وَدَعْمُ القَوَانِينِ المُنَظِّمَةِ لِشُؤُونِ النَّاسِ، أُمُورًا فِي غَايةِ الأهمِّيَّةِ، لكنَّهَا لا تُغْنِي وحْدَها عن وازِعِ الأَخلاقِ كالرَّحمَةِ، بِوصْفِها مُبادرَةً إِنْسانِيَّةً نبِيلَةً تُشيرُ إلى سَلامةِ الإحْسَاسِ بالآخرِينَ ويَقَظةِ الضَّميرِ.وأجِدُنِي مُتَّفِقًا معَ الدُّكتُورِ (عَبْدالجبَّارِ الرِّفَاعيِّ)...
معضلة التطور
- الإنسانُ العاديُّ كائِنٌ تلقائيٌّ، يعتادُ النَّمَطيةَ والتَّلقينَ والكسَلَ الفِكريِّ، ويرفُضُ عادَةً مُحاولاتِ التطوُّرِ والتَّغييرِ في طُرقِ حَياتِهِ وعاداتِهِ، وإنْ كانتْ لِصالحِه، وبِخاصَّةٍ لو كانَ التغييرُ يتعلَّقُ بِطقوسٍ مورُوثَةٍ مَصبوغةٍ بالقُدسِيَّةِ أو التَّحريمِ (تابُو).- يرتبطُ التطوُّرُ التِّقنيُّ والتقدُّمُ العِلميُّ، بتكريسِ المادِّيَّة والأنانيَّةِ الفرديَّةِ، وانحسارِ الرَّحمةِ والعدالةِ...
غياب تاج الأخلاق
يبدُو أنَّنا نسيرُ مُسرِعينَ خلالَ عصرِ مَا بعدَ الحَداثةِ، أوْ مَا بعدَ الأديانِ، بِتأثيرهِ القويِّ والثّوريِّ للإنسانِ علَى الأرضِ مِن خلالِ طَفرةٍ رقميَّةٍ تفوقُ كُلَّ إدراكٍ. ومِن خِلالِ التَّغييرِ الإنسانيِّ شديدِ الأثرِ علَى الحياةِ، تتغيَّرُ سلوكيَّاتُ مُعظمِ النَّاسِ وتضطربُ أخلاقُهُم بِصورةٍ مُخيفةٍ، فتطغَى عليهَا الأنانيَّةُ المُفرِطةُ،...
قالوا عن الحب
الحُبُّ شُعورٌ ساحرٌ مُذهلٌ مُخيِّبٌ للآمالِ! ولعلَّ الكتابةَ عنه تُساعدُ على جبْرِ خَواطِرِ قُلوبٍ مَكسورَةٍ يُخلُّفَها وراءَهُ ويَمضي. يقولُ الكاتبُ (مَقبولُ العَلوي) على لِسانِ إحدَى شَخصيّاتِ رِوايتهِ (طيْفُ الحَلّاج): «كُنتُ أعتقدُ أنَّ الحُبَّ لهُ قُدرةٌ هائِلةٌ على إصلاحِ كُلِّ الأخطاءِ بلَمسةٍ حَانِيةٍ سَاحِرةٍ تمسُّه مَسّاً رَقيقاً.....
الفشل.. أمر طبيعي
يُمكنُ لتجرِبةِ الفشلِ أنْ تكونَ مُؤثِّرةً بشكلٍ عنيفٍ علَى الإنسانِ، لكنَّهَا تجرِبةٌ حتميَّةٌ خلالَ مَراحلِ الحياةِ، وقدْ تتكرَّرُ فِي المَساراتِ الدِّراسيَّةِ والمِهنيَّةِ أو الحياةِ العاطفيَّةِ والعَلاقاتِ الشَّخصيَّةِ. ومِن عَواملِ الفشلِ ما يتعلَّقُ بأمورٍ خارجيَّةٍ كظروفٍ اجتماعيَّةٍ تربويَّةٍ وتعليميَّةٍ واقتصاديَّةٍ قاهرةٍ، أو داخليَّةٍ تتعلَّقُ بنقصِ الخِبرةِ والكَفاءَةِ،...
 د. أيمن بدر كريّم